بعدما شرح لي أحد الأصدقاء المشقة التي يواجهها الأطفال في غانا للحصول على تعليم جيد، في دولة كانت يطلق عليها "ساحل الذهب"، طلب مني السفر لتصوير فيلم إنساني قصير يحكي واقع التعليم فيها.
بدأت بإجراء الترتيبات اللازمة، طلبت من المنسق الميداني البحث عن قصة إنسانية لأحد الطلبة الفقراء، بعد أيام قليلة، أبلغني بأن الطالب "عبدالرحمن" أبدى استعداده لتصوير تفاصيل يوم كامل من حياته، يحكي لنا فيه:
ماذا يعني أن تجد مقعداً دراسياً في إحدى القرى النائية في غانا ..؟
وصلت إلى العاصمة "أكرا"، استقبلني المنسق بكلِّ ترحاب، وأبلغني بأننا سنتوجه غداً إلى مدينة "كوماسي" في شمال غانا لتصوير قصة "عبدالرحمن"، واقترح أن نذهب بالطائرة لنصل بوقت أسرع بكثير من الطريق البري.
في الغد، ذهبنا إلى المطار في الوقت المحدد، رفضوا دخولنا، أخبرونا عند الباب الخارجي بأن الطائرة ستتأخر لأسباب تتعلق بالظروف الجوية، بالرغم من صفاء الأجواء حينها.!!
انتظرنا وصول الطائرة لمدة 4 ساعات، بعدها جاءنا الخبر بأن الرحلة ألغيت ..!!
سألته : ما العمل ..؟
قال : لدينا طريقان، إما أن ننتظر الطائرة التي تليها، والتي لا نعلم وقت إقلاعها، وإما نستقل السيارة ونذهب عبر الطريق البري، رددت عليه : "لا يلدغ المؤمن من طائرة مرتين"، ثم انطلقت بنا السيارة إلى كوماسي.