عندما كنت أعمل في مجال التصوير التجاري في إحدى الشركات كلفت بمهمة عمل إلى الهند لتصوير إعلان عن أحد أجود أنواع البخور.
سافرت، وتجولت في أسواق المدينة القديمة، التقيت بالعديد من التجار، زرتهم في متاجرهم، أجريت حوارات معهم، جرَّبت أنواعاً عديدة، وكان من ضمن ما امتدحوه من الطيب : دهن العود الكمبودي ..!!
استغربت، تساءلت في نفسي:
ما الذي جاء بالعود الكمبودي إلى الهند؟
على أي حال، في تلك الرحلة ..
دخلت عالم العود والبخور، لكنني لم ألبث فيه طويلاً ..!!
دارت الأيام، ولم أكن أعلم بأن كمبوديا، "موطن دهن العود الشهير"، ستكون من أكثر الدول التي أزورها، ليس بحثاً عن غابات العود والبخور، لكن لتوثيق الواقع الإنساني فيها.
في أول زيارة لي، ومن نافذة الطائرة، بدا لي أن رائحة دهن العود الجميلة التي أعرفها قد عانقت الغيوم.
حطَّت بنا الطائرة، بقيت فيها عدة أيام، تنقلت بين قراها، وبالرغم من فقر أهلها، وقسوة معيشتهم، إلا أن رائحة العود ترافق خيالي في كل زاوية منها.
قد يستصعب الكثير البقاء عدة أيام، وقضاء أوقات طويلة في دولة تُعرف برطوبة طقسها أحياناً، وحرارته في أحيان أخرى، إلا أنها كانت وجهتي لثلاث مرات في عام واحد ..!!
هنا، أردت أن يعرف من يشعل البخور الكمبودي ليستطيب به، أن هناك من يحترق بنار الفقر ..